هل يوجد إكراه ديني في الإسلام؟
مقدمة:
لطالما خدعنا المسلمين و شيوخهم بادعائهم بأن الإسلام يسمح بالحرية الدينية (بترديدهم لعبارتهم الشهيرة و المهترئة "لكم دينكم ولي دين" و غيرها..) و أن ليس فيه إجبار و إكراه عليه. و لكن في الحقيقة, قرآنهم و كتبهم تشهد عكس هذا الإدعاء الساذج و الباطل!
فالسؤال الذي يطرح نفسه هو التالي: هل الإسلام يسمح بحرية المعتقد؟ و من نصدق, المسلمين المرقعين أم القرآن و علماءه؟
هل يوجد حرية دينية في المسيحية؟
و لكن قبل أن ابدا دعوني أُريكم حرية المعتقد في المسيحية:
عندما أرسل السيد المسيح تلاميذه ليبشروا بالرب، أوصاهم بأن إن لم يقبلهم أحد فليتركوه و شأنه! يعني لا قتال و لا جزية ولا إجبار ولا إكراه ولا ولا...
وَكُلُّ مَنْ لاَ يَقْبَلُكُمْ فَاخْرُجُوا مِنْ تِلْكَ الْمَدِينَةِ، وَانْفُضُوا الْغُبَارَ أَيْضًا عَنْ أَرْجُلِكُمْ شَهَادَةً عَلَيْهِمْ. (لوقا٩: ٥)
هل يوجد حرية دينية في الإسلام؟
و الآن دعونا نبحث عن إن كان في عقيدة الإسلام الإجبار و الإكراه على الدين أم لا..
لنبدأ بالآية الشهيرة:
لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (الكافرون ٦)
١- الآية هذه منسوخة بآية السيف و القتال و نزلت قبل فرض الجهاد! و هذا يعني أنه لا يجب على المسلم أن يستخدم هذه الآية لأن صلاحيتها انتهت، بل يجب على المسلمين استخدام آية السيف بدلاً منها.
فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ. (التوبة ٥)
مصادر: البغوي، ابن جزي، ابن عثيمين، ابن الجوزي، البيضاوي، الواحدي، البحر المحيط لأبي حيان، السمعاني.
٢- الآية هذه عبارة عن تهديد منه للكفار!
مصادر: تفسير الماوردي، أضواء البيان- محمد الأمين الشنقيطي.
٣- عبارة "لي دين" (أي يتبع دين الإسلام) هو تهديد و إنذار بالخطر بالنسبة لغير المسلمين (الكفار)، و هذا لأن يجب على المسلم قتل و اضطهاد الكافر, فعندما يقول لي مسلم "اتبع تعاليم دينك, و أنا سأتبع تعاليم ديني" فسوف أفهم قصده كالتالي: "اتبع عقيدتك و أنا سوف أتبع وصايا ديني الذي يأمرني بقتلك!"
و هذه بعض الآيات التي تحض المسلمين على قتل الغير مسلمين:
إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (الانفال ١٢)
فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ ۚ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا (النساء ٨٤)
وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ۖ فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ۖ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (النساء ٨٩)
فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (التوبة ٥)
_________________________________
لَآ إِكْرَاهَ فِى ٱلدِّينِ (البقرة ٢٥٦)
طبعاً كالعادة, لا يوجد شيء واضح في القرآن و لكن هذه هي أبرز التفاسير بشأن هذه الآية:
١- الآية هذه منسوخة بآيات القتال و السيف و هذا لأن محمد أكره العرب على دين الإسلام.
مصادر: الطبري، ابن كثير، قرطبي، السمعاني، فتح البيان للقنوجي، فتح القدير للشوكاني، مكّي، الثعلبي، الكشاف الزمخشري، أضواء البيان، ابن عثيمين، ابن الجوزي، المارودي، الثعالبي، أبي السعود، البحر المحيط لأبي حيان، البسيط للواحدي، المحرر الوجيز لابن عطية، التحرير و التنوير، ابن أبي حاتم، الوجيز للواحدي، البيضاوي، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي
٢- هذه الآية تعني أنه يجب على المسلمين قتال أهل الكتاب حتى يعتنقوا الإسلام أو يدفعوا الجزية (لكي يبقوا على دينهم)، و أما بالنسبة للوثنين كالعرب فيجب على المسلمين قتالهم حتى يدخلوا الإسلام.
مصادر: الطبري، القرطبي، البغوي، أيسر التفاسير، ابن عثيمين، المارودي، الرازي، مكّي، السمرقندي، الثعلبي، الكشاف الزمخشري، فتح البيان للقنوجي، فتح القدير للشوكاني، أضواء البيان، السمعاني، البحر المحيط لأبي حيان، ابن أبي حاتم، البسيط للواحدي، التحرير و التنوير، الدرر المنثور، الوجيز للواحدي، سنن أبي داود| كتاب الجهاد باب في الأسير يكره على الإسلام
٣- حكم هذه الآية مقصور على حدث معين (بالتالي لا تنطبق هذه الآية الا على ذاك الحدث) و إكراه الكافر على الإسلام واجب. يعني يجب على المسلم إكراه و إجبار الكفار على الإسلام.
مصادر: عون المعبود - سنن أبي داوود - كتاب الجهاد. و بالنسبة للحدث (الذي يرجح أن هذه الآية نزلت لأجله) فموجودة في أغلب المصادر أعلاه.
الخلاصة:
لا يوجد شيء اسمه "حرية المعتقد و الدين" في الإسلام و من يقول عكس هذا يكون كاذباً و مرقعاً مثيراً للشفقة، فاحفظوا ماء وجهكم يا مسلمين و كونوا صادقين معنا و مع أنفسكم و قروا و اعترفوا بأن دينكم دين إكراه و إجبار! و تذكروا دائماً كلام رسولكم محمد:
أُمِرْتُ أنْ أُقاتِلَ النَّاسَ حتَّى يَشْهَدُوا أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللهِ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ، ويُؤْتُوا الزَّكاةَ، فإذا فَعَلُوا، عَصَمُوا مِنِّي دِماءَهُمْ، وأَمْوالَهُمْ إلَّا بحَقِّها، وحِسابُهُمْ علَى اللَّهِ
مصادر: صحيح مسلم و صحيح البخاري.
_________________________________
سلام و بركة الرب مع الجميع باسم الرب يسوع!
كاتبة المقال: الأخت غريس :)
التسميات :
الإسلام
Ce commentaire a été supprimé par un administrateur du blog.
RépondreSupprimerCe commentaire a été supprimé par un administrateur du blog.
Supprimer