الرد عل شبهة: كيف المسيح يصلي و هو الله و لمن كان يصلي يسوع؟ - موقع مسيحيين متحدين لأجل المسيح





كيف يتكلم يسوع المسيح مع الله الآب و يصلي و هو الله نفسه؟

مقدمة

يعترض علينا أخوتنا الأحباء المُسلمين بهذا السؤال و يراه البعض منهم سؤالاً اعجازياً مع أنه بسيط جداً.
و هذا هو الرد بنعمة الرب يسوع المسيح:

تجسد المسيح

الرب يسوع المسيح هو الله نفسه و لكن السيد المسيح اختار في وقت من الزمن أنه يتجسد يعني يأخذ جسد بشري و يصير شبهنا في كلشي ما عدا أنه هو بلا خطية ( عبرانيين 4: 15)، فالسيد المسيح تجسد و صار مثلنا تماماً بالرغم من أنه الله و هذا بسبب محبته و حنيته.
فلمَّا تجسد الرب يسوع المسيح قلنا أنه اختار أن يكون مثلنا تماماً لأنه متواضع لكي يشعر بنا و يفهمنا و لكي نكون أقرب له و نراه و نلمسه و نجلس معه و نسمعه، و بما أنه اختار أن يكون مثلنا تماماً فهو أيضاً مثلنا في علاقتنا مع الله يعني مثلاً، أنا كمسيحي مؤمن أصلي لله و يسوع يصلي لله أيضاً، و أنا كمسيحي مؤمن أتوكل على الله و أتكلم معه و أثق فيه و أحبه و السيد المسيح مثلي و مثلكم تماماً.

طبيعة المسيح (ناسوت و لاهوت)

و طبعاً لا ننسى أنَّ للسيد المسيح طبيعتين تكلمت عنهم الآن فوق و لكن لم اشرحهم بشكل جيد، و الطبيعتين هم:

اللاهوت: و معنى هذه الكلمة "الطبيعة الإلهية" و تُرمز للسيد المسيح كإله.

الناسوت: هذي الطبيعة الثانية و معناها "الطبيعة البشرية" و هي تُطلق على السيد المسيح كإنسان مثلنا يعني لما تجسد.

وللتعمق اكثر في مفهوم الطبيعتين ننصحكم بقراءة المقال في موقعنا بعنوان "مفهوم التجسد" 

فالرب يسوع المسيح لديه الطبيعتين "الطبيعة الإلهية و الطبيعة البشرية"، الطبيعة الإلهية لأنه هو الله أصلاً و البشرية لأنه تجسد وعاش معنا. فالسيد المسيح صلى كإنسان و ليس كإله يعني الصلاة و الحديث مع الله و غيره من هالأمور يقوم بها كإنسان.

:و طبعاً هذا لعدَّة أسباب، بالطبع هناك أسباب للصلاة ومن
1) لكي يعلمنا الصلاة و الاتكال على الله و الثقة بالله و يعلمنا كيف نخلي كل شي بيد الله من مشاكل و هموم و إلى آخره.

2) صلَّى السيد المسيح لكي يعرف اليهود في ذاك الزمان أنه هو المسيح فعلاً.

النبوآت عن المسيح في العهد القديم

دعوني أشرح لكم هذه النقطة أكثر، في العهد القديم الذي  هو عبارة عن كُتُب الأنبياء الَّذين كانوا قبل تجسد السيد المسيح مثل النبي داودو النبي إشعياء و النبي موسى و إلخ. كانوا الأنبياء يتنبؤون عن مجيء السيد المسيح و كانوا يتنبؤون عن أنه المسيح هو الله نفسه. و تنبؤوا عن أنه سوف يتجسد و يكون معنا على الأرض. و هذه واحدة من النبؤات عن المسيح له كل المجد:
لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَ نُعْطَى ابْنًا، وَ تَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَ يُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ.  (إشعياء 9: 6)


لاحظوا هنا! النبي إشعياء الذي كان في العهد القديم يتنبأ و يقول: "يولد لنا ولد و نُعطى ابناً" يعني يتكلم عن تجسد الرب يسوع المسيح و ولادته. و بعد هذا يقول مجموعة ألقاب للرب يسوع المسيح و هذه الألقاب كلها إلهية يعني لا تُقال إلا على الله فمثلاً يقول عن المسيح: "رئيس السلام" و طبعاً هذا اللقب لا يُطلق إلا على الله، فالمسيح هو الله اذًا. و يقول أيضاً "إلهًا قديرًا" و هذا يعني أنه المسيح هو الله القادر على كل شيء. و غيره و غيره، كل هذه التي بهذه الآية هي ألقاب إلهية عن إلهنا يسوع المسيح.

و للإحاطة بالعلم، هذا النبي تنبأ و قال هذا الكلام عن الرب يسوع المسيح قبل حوالي ٧٠٠ سنة من مجيء المسيح، و تنبأ بالتفصيل فهذا يعني أنه من المُستحيل أن تكون صدفة كما يتوهم البعض. فاليهود كانوا ينتظرون المسيح لسنوات طويلة و كانوا يعرفون الكثير من  الأمور عنه من خلال النبؤات التي تم التبنؤ بها. كما و كان على هذا المسيح المُنتظر أن يكون مؤمنًا ويُصلي و يصوم كإنسان لكي يعرف اليهود أنه هو المسيح المُنتظر الحقيقي لكي يتبعونه و يصدقونه.

و اليهود كانوا يريدون اثبات شيء واحد وهو أنَّه السيد المسيح كذاب بأي طريقة  والسيد المسيح بصلاته كان يُريهم أنه هو المسيح المُنتظر فعلاً لأنه شخص مؤمن و يصلي (كإنسان و ليس كإله بالطبع فكيف لله أن يصلي و لمن؟).

الخلاصة

الأمور واضحة، المسيح يصلي كإنسان في الجسد البشري فقط، و بالفعل لكنه هو الله نفسه و أُكرر، الذي كان يصلي هو الإنسان يسوع المسيح (الناسوت) و ليس اللاهوت أو الطبيعة الإلهية، فالمسيح بطبيعته الإلهية هو الله القادر على كل شيء و الذي يُعبد و يُصلَّى له ولا يُصلي أبداً و لكنه لما تجسد، فصلَّى كالبشر و قلنا أنَّ هذا تجسده سببه التواضع و الحُب لنا، محبته لنا عظيمة فعلاً، و الأخ المُشكك صاحب هذا السؤال غالباً إما مُلحد لا يعرف الله أصلاً أو مُسلماً يعبد إلهاً مُتكبرا بحسب سورة (الحشر ٢٣).

فمن لا يعرف الله و من يعبد إلهاً مُتكبراً غير إلهنا و حبيبنا يسوع المسيح بالطبع لن يعرف التواضع ببساطة لأنَّ إلهه مُتكبراً.

و المجد لله دائماً.



كاتب المقال: الأخ سُهيل 📝


Enregistrer un commentaire

Plus récente Plus ancienne