الاخ انطونيو من احدى الدول الخليجية تعرّف على الرب في إحدى فترات حياته المُظلمة ويروي لنا قصة عبوره من الأسلام الى المسيحية - موقع مسيحيين متحدين لاجل المسيح



قصص العابرين: الأخ أنطونيو

من أنا؟

سلام المسيح للجميع، اسمي أنطونيو وانا عابر لنور المسيح منذ عام وأقيم في احدى الدول الخليجية. 

رحلتي في البحث عن الله

كنت في البداية مسلم و متمسك بالإسلام، وأذهب للصلاة في المسجد وأقوم بالفروض الدينية، وبعد عمر 17 أصبحت ملحد بسبب عدة عوامل ولّدت كره لي في الدين والأسلام ككل واختصرهم ب: المجتمع الإسلامي، القران، التشدد والتعصب الديني، و عدم شعوري بالتواصل والارتباط مع الله بالرغم من صلاتي له، ومعاملة ابي الشديدة لي.  وفي عمر ال 24 عدت باحثا عن الله وقررت اعتناق الإسلام مجددا لأن فكرة عدم ايماني بوجود إله كانت تربكني.  

اعتنقت الإسلام ولكنني لم أكن مرتاحا به، وشعرت كما لو ان كل المشاكل والمصائب واللعنات وعدم الراحة والطمأنينة كانا يلاحقانني.

وفي احدى فترات حياتي المظلمة والتي كنت اعاني فيها بالكثير من المشاكل النفسية والالام ولاضطهادات، ظهر لي الرب يسوع المسيح في الحلم قائلا لي " لا تخاف ولا تنزعج انا معك وسأريحك", وبعدها قمت من الحلم، ولكن بقيت كلمات السيد يسوع المسيح ترن في اذني. 

عندها قمت بأخبار أصدقائي المسيحين عن الحلم كما وقد اخبرت العاملة المنزلية التي كانت تمكث في منزلنا بكونها مسيحية وقد سبق وبشرتني بيسوع المسيح. عندما اخبرتهم عن الحلم، نصحوني بأن اذهب الى الكنيسة الكاثوليكية الموجودة في المنطقة، وبأن القس المتواجد هناك سوف يقوم بتعليمي كل شيء عن الايمان المسيحي. 

قمت بالمطالعة عن المسيحية وبعدها قررت بأن اذهب الى القس، وبدوره، قام بتعليمي الكثير عن المسيحية، وكان بمثابة صديق وأخ لي,  كما وقد قام بأعطائي كورس في المسيحية لمدة شهرين التزمت فيهم بالصلاة وبقراءة الكتاب المقدس, الى ان انهيته. 

أصدقائي المسيحيين كانو قد  ساهموا ايضا في تعليمي عن المسيحية, ومع مرور الأيام كانت علاقتي مع الرب تزداد ثبات وحب اكبر لمعرفته, فقمت بالتعرف على الكثير من الأشخاص المسيحيين والعابرين من مختلف البلدان لكي استفيد منهم وأتعلم اكثر عن الديانة المسيحية. 

وبعدها اقتنعت في الايمان المسيحي وقبلت المسيح ربا ومخلصا لحياتي, وبالنسبة لي هذا اجمل شيء قد حدث لي في مسيرة حياتي, لأن الرب قد غيّرني كثيرا من الداخل. 

علاقتي مع الله

وبالرغم من بعض التخوفات التي كانت تراودني كوني عابر ومن دولة متشددة ذو دستور حكومة اسلامية, الا ان الرب قد منحني الثقة وكان لي مصدر راحة وقوة,  فكنت على يقين تام بأن "الرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ." (مز 23: 1).

بعد معرفتي للمسيح تغيرت حياتي كليا, اصبح لدي راحة وسلام وحب, لم اعد احقد ولا اكره, بل ان اسامح وأحب عدوي قبل صديقي, "وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ،" (مت 5: 44).

الرب خلصني من عدة امور, وما زال يعمل بحياتي, ويقويني من خلال عدة تجارب اعبر بها. 

فقد كنت سابقا شخص اناني، ازني, اكذب,  اتعاطى المخدرات والكحول وامارس العادة السرية والكثير من الخطايا,  ولكن الشكر للرب بأنه قد حررني من سلطان ولعنة ابليس على حياتي. وأنا على يقين بأن عند تعمدي سوف أتمكن من السيطرة على خطاياي وعلى كل فعل غير صالح يصدر مني بشكل أفضل. 

عائلتي و أصدقائي و الاضطهاد

اما بالنسبة لأهلي, فقد قمت بأعلام امي بشأن قراري بأتباع المسيحية. وفي البداية, عارضت على الموضوع بقولها: " المسيحيون مشركون, يعبدون صنم, كتابهم محرف" ولكني لم اكترث لكلامها ولم اعطيه أي قيمة لأني قد بحثت ورأيت بنفسي ان المسيح هو الحق وكنت قد اتخذت القرار. ولكن بعد فترة, تقبلتني امي كما انا, وبأن الأمر يعود لي بأتباع ما اشاء كوني كبير وهذه حياتي ولي حريّتي.  

خلال مسيرتي كمؤمن,  تعرضت الى الكثير من الضيقات والصعوبات و الاضطهادات , ومنها أصدقائي المقربين الذين ابتعدوا عني لأتباعي المسيحية حيث ان الإسلام قد منعهم من مصادقة غير المسلم. ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) المائدة/51.

ومنهم من كان يحاول اقناعي واعادتي الى الأسلام , ولكن جوابي كان صريح وبكل علانية "لو بتجيبو أكبر شيخ ما بترك المسيح" .

السيد المسيح كان قد اخبرنا مسبقا بأننا سوف نواجه الكثير من الضيقات والاضطهادات في حياتنا :"قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ»." (يو 16: 33).

ولكنه كان قد عّزانا أيضا بقوله, "طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِي، كَاذِبِينَ. اِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا، لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُمْ هكَذَا طَرَدُوا الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ." (مت 5: 11,12).

 فهو معنا دائما ينقذنا من الشدائد والضيقات ومصدر راحة وتعزية لنا.  


الان انا مكتفي بربي, أعيش في سلام وراحة في المسيح برغم محاولات ابليس بأحباطي , 

وأفتخر بكوني مسيحي، امشي والصليب على عنقي في كل مكان وبكل وقت. " فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ." (غل 6: 14).

والأهم من هذا كله ان هنالك سلام محبة وراحة يتبعانني طيل أيام حياتي. "إِنَّمَا خَيْرٌ وَرَحْمَةٌ يَتْبَعَانِنِي كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي، وَأَسْكُنُ فِي بَيْتِ الرَّبِّ إِلَى مَدَى الأَيَّامِ." (مز 23: 6).

الختام

اختتم رسالتي بنصيحة لكل مسلم يبحث عن الحق, بأن يطلب الرب من كل قلبه وأن يبحث عن يسوع بنفسه لأن هذا افضل شيء قد تفعلوه, معرفتكم للسيد يسوع المسيح سوف تخلصكم وتحرركم من قيود ابليس على حياتكم, والرب سيفيضكم من نعمه ومحبته الصالحة . "فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الابْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا." (يو 8: 36).

نعمة الرب يسوع المسيح تكون معكم احبائي.


كاتب المقال: الاخت جولين 📝



Enregistrer un commentaire

Plus récente Plus ancienne