قصص العابرين: الأخ ميخا
من أنا؟
سلام المسيح انا اخ عابر من اصول اسلامية والدتي شيعيه والدي سني فكنت عالق بين الاثنين، وكنت اسكن في مدينه سنية بجانب مسجد، فقمت بالتسجيل لدورات تحفيظ القران وتعليم بعض من امور الشريعة. وبما ان المسجد كان حنفي فأصبحت مقتنع وأميل للسنة أكثر من ناحية دينية ولأسباب كثيرة كنت أراها منطقية وتناسب فكري في تلك الفترة الى أن حصلت حروب في بلدي مع منظمات ارهابية اسلامية متشددة فشعرنا بالخطر وخرجنا من موطننا على أمل أن أجد أنا وعائلتي حياة أمنة.
الهروب من الحرب و الاستقرار في أوروبا
فذهبنا في رحلة مليئة بالمخاطر وكدنا أن نخسر حياتنا غرقا في البحر بسبب تواجد عدد ركاب أكبر مما يستطيع القارب استيعابه.
كاد أيضا أن يغرق أخي, ولكن الرب بالفعل كان حاضر معنا منذ البداية واستطاع أبي بأن يمسك أخي.
اضطروا الشباب بأن يقفزوا في البحر والامساك بطرف القارب الى أن وصلنا جميعا الى بر الامان في أوروبا وانتقلنا الى بلدة صغيرة جدا عدد سكانها ما يقارب ٨ ألف نسمة، وفي أحد الأيام حينما ذهبنا لاستكشاف المدينة والأسواق الخ… وجدنا تجمع كنيسة لم نكن نعرفهم ولكنهم رحبوا بنا بحرارة، وهنا بدأ كل شيء.
اعتناق واداي للمسيحية و رحلة بحثي عن الله
مرّت الأيام, وأصبحت تربطنا علاقة حميمة مع أعضاء الكنيسة, فكانوا يبشرون في أهلي بما يقارب الخمس سنوات, أما أنا فلم أكن أستمع لهم, لأني كنت على ثقة تامة بأن دين الإسلام هو الدين الصحيح ومن المستحيل بأن يكون هنالك دين او إله صحيح غير إله الإسلام.
وفي احدى الأيام قرر والداي اعتناق المسيحية بالرغم من أنهم لم يؤمنوا طيل الخمسة سنوات السابقات، حاولت أن أبقى هادئ، ولكن أصبح لدي فضول عن سبب انتقالهن الى المسيحية في هذا الشكل المفاجئ.
كنت متشتت بيني وبين نفسي، فبدأت أمي بتبشيري، ولا أنكر بأنني رفضت كلامها في المرة الأولى بالرغم من أن كلامها كان منطقي وصحيح وسليم للعقل. حاولت أن أحافظ على هدوئي، فذهبت الى مخضعي وبدأت بالتفكير بما كانت تقوله لي أمي، فموضوعها الأول كان عن الصلاة في المسيحية والأسلام, وبأن الإسلام يردد الكلام كل يوم بدون هدف او فائدة, انما في المسيحية فأنت تكلم الرب كأنه ابوك السماوي, يستمع لك ويهتم بك ويعطيك طلباتك الموافقة لمشيئته.
وبعدها، طلبت من والدتي ان تحدثني أكثر عن المسيحية، و كنت أحاول الدفاع عن الإسلام في أي فرصة، ولكني كنت أفشل في كل مرة لأنه غير منطقي في أغلب الأحيان. وفي أحد الأيام، أثناء وجبة العشاء طلبت مني والدتي بأن أشاهد حلقة للقمص زكريا، وحتى تتأكد بأني سوف أستمع له، فتحت الحلقة على هاتفها وبدأنا نسمعها سويا.
كنت أظهر لها بأني غير مهتم بالمشاهدة، ولكنني كنت استمع لها بكل دقة، كلمة بكلمة. وبعدها، طلبت مني أن أشاهد حلقات للأخ رشيد، ولكنني أحببت السماع أكثر للقمص زكريا.
وبعد انتهاء وجبة العشاء ذهبت لمشاهدة حلقات أخرى للقمص زكريا، الى أن شعرت بأن إله الإسلام من المستحيل ان يكون إله, و شعرت بأنه مزيف ومن صنع محمد, فتركت الإسلام, ولم اؤمن بالمسيحية أيضا, بل أصبحت ربوبي ما يقارب السنة والنصف, ولكني كنت مؤمن بوجود خالق لهذا الكون العظيم,
تركت البحث عن المواضيع الدينية لفترة، وكانت معلوماتي قليلة وغير كافية عن المسيحية لكي اؤمن بالمسيح، شعرت بالفراغ الروحي, وكنت متعطشا للرب وكلمته, فأصبحت أكلم أمي أكثر في الأمور المسيحية بكونها قريبة جدا مني وعلاقتنا كعلاقة الأصدقاء أكثر من مجرد علاقة بين أم وابنها.
تسليم حياتي للرب
بعد الكثير من البحوثات, أصبحت قريب جدا للمسيح, وبحكم ان والدتي علمتني الصلاة المسيحية, قررت بأن أصليها كأول مرة. وقلت للرب: " يارب لو أنت الإله الحقيقي أنا أسلمك كل حياتي أعمل فيها الي انت تريده ".
كانت صلاة عفوية وبسيطة ولكني شعرت وكأنما كان هنالك شخص معي اشعر به بجانبي يحيطني. وأقسم بكل ما هو مقدس وشريف بأن هذا كان اجمل وأعظم شعور اشعر به, شعور لا يوصف, فكانت تلك أول مرة اشعر فيها بوجود الرب قريب مني بهذه الطريقة. وبعدها نمت نوم عميق ولم أخبر أحد بما حدث لي وأبقيته بيني وبين نفسي. استيقظت من النوم للذهاب الى دوامي المدرسي، وعدت متعبا جدا, فذهبت للنوم, وأنا عادة لا أنام الظهر او العصر.
وفي نومي حلمت بأنني كنت متواجد في مكان مليء بالخضار، اشبه بجزيرة، وكانو العوائل مع أطفالهم فرحين ووالدي ووالدتي كانا هناك في البحر، أما انا فكنت مثل الخجل، متردد. فدخلت البحر أسبح بعيدا عنهم وفجأة انظر تحتى، فوجدت مثل سكة حديد وأنا كنت أسبح بوسطها، ولكن الشعور في الحلم كان أشبهه بالفردوس أو مكان الأبدية، وففجأة رأيت أشخاص يتسابقون آتيين من ناحيتي, فقررت بأن أسبقهم بأقصى ما عندي من سرعة, و حينها ربحت قلادة وكانت صليب.
استيقظت من النوم عاجلا ورأيت امي فطلبت منها أن أتعمد. وسألتني عن السبب لأنه كان غريب لها بأن أستيقظ وأول ما أقوله لها هو اني أريد التعمد. فحدثتها عن الحلم وبدورها قامت بأخباري عن حلم والدي الذي كان قريب على حلمي.
ففي حلم أبي, كان قد حلم ابي بأنه متواجد في أنفاق المترو, والمترو على وشك التحرك, فقفز والدي لكي يلحقه ولكنه وقع على الأرض, ووقعت منه قلادة الصليب الذي كان يرتديها على عنقه. أوقفه شخص حينها لكي يلبسه القلادة, فكان هذا الشخص هو الرب يسوع, وبسبب هذه الرؤية, آمن والدي بالمسيح ولكنه لم يخبر أحد غير أمي ولذلك آمنوا في المسيح حينها.
وأنا لم أكن أعلم بهذا الحلم إلا بعد أن آمنت بالمسيح وقلت لهم عن رؤيتي.
كيف غيرني المسيح لشخص أفضل؟
اليوم أنا كمسيحي, أنظر للناس بمحبة و أتمنى لهم أن يذوقوا من كأس الخلاص لأن الرب إله محبه غير الإله الذي كنت مؤمنا به.
تغيرت نظرتي للحياة, أصبحت شخص أفضل, أتقبل آراء الآخرين بإنصات, حتى وإن كانت تختلف عن آرائي.
أصبحت شخص مسامح, أسامح كل من أساء إلي حتى و إن كانت تلك الإساءات جارحة في بعض الأحيان, إلا أن كلمات الرب كانت تعزيني, وأتمنى من جميع من سمع قصتي ولم يؤمن بعد, بأن يبحث عن الحق ويستمع بأذنه للرب, ويفتح قلبه له لكي تدخل محبة الله لقلبه وينال الخلاص باسم يسوع المسيح.
الختام
ونصيحتي للأشخاص الذين يبحثون عن المسيحية, بأن يبحثو في مواقع مسيحية موثوق منها, وبأن يكون لهم صديق او شخص مؤمن مسيحي وبإستطاعته أن يجيب على تساؤلاتهم ومساعدتهم. شخصيا أنصحكم بموقع الحياة. https://www.alhayat.tv/#popup-book
نعمة الرب يسوع المسيح تكون معكم احبائي.