تأمل: أَسْكُبُ أَمَامَهُ شَكْوَايَ
مزمور 88
السياق
يمتلئ هذا المزمور بالحزن والكآبة، فهو عن شخص
يصرخ إلى الله نهارًا وليلًا لأنه يعاني من المصائب المتعددة، وقد شارف على الموت.
وهذا الشخص يعاني أيضًا من الوحدة، فقد نبذه جميع معارفه وأحبائه وأصحابه. حالته
النفسية سيئة جدًا، فهو يشعر بالمذلة والضعف، ويرى نفسه في عداد الأموات. ونستطيع
أن نرى أيضًا فزع هذا الشخص من الموت، حيث يرى أن بموته سيصل إلى "أرض
النسيان" (مزمور 88: 12). ويصرخ إلى الرب متسائلًا لماذا غضب عليه كل هذا الغضب؟
لماذا لا يستمع إلى صلاته؟
ماذا نتعلم من هذا المزمور
إن هذا المزمور يعلمنا أن الله يريدنا أن نسكب
لديه شكوانا، وأن نعبِّر عن حيرتنا ووجعنا بكل حرية في الصلاة؛ لكن ألا نفقد ثقتنا
في الله أبدًا. لذلك يبدأ المزمور بعبارة "يَا رَبُّ إِلهَ خَلاَصِي"،
فالكاتب رغم معاناته الشديدة يعلم أن للرب الخلاص، فلم يلجأ إلى أحد سواه بالصراخ
والصلوات ليلًا ونهارًا. كما أنه لم يشتكِ الله أو يتذمر عليه، بل اشتكى إليه
آلامه وحيرته. يقول الكتاب: "تَوَكَّلُوا عَلَيْهِ فِي كُلِّ حِينٍ يَا
قَوْمُ. اسْكُبُوا قُدَّامَهُ قُلُوبَكُمْ. اَللهُ مَلْجَأٌ لَنَا." (مزمور 62:8), و أيضًا "أَسْكُبُ أَمَامَهُ شَكْوَايَ.
بِضِيقِيْ قُدَّامَهُ أُخْبِرُ." (مز٢:١٤٢).
صلاة
يا رب يسوع بشكرك أنه في كل مرة أدعوك فيها تسمعني وتحل لي شكواي بل وأيضا تعطيني سلام وهدوء حتى اعبر المحنة بسلام. ساعدني أن أعيش تحت جناحك وسترك وسط كل ظروف حياتي. آمين!
كاتب المقال: الأخ مارك 📝
التسميات :
تأمُلات