غرق قارب المُهاجرين وأهمية الأتكال على الرب في تلك المواقف - موقع مسيحيين متحدين لأجل المسيح


غرق قارب المهاجرين

هذه الحياة بها الكثير من المأسي ولكن واحدة من أقساها هي حينما يقرر شخص أن يترك وطنه لأنه لم يعد يحتمل المعيشة به ويركب بقارب صيد ليقطع البحار بحثا عن حياة أفضل.

شاهدنا في الآونة الاخيرة مصير حزين جدا للكثير من الشباب والعائلات الذين لقو حتفهم في قارب البحر غرقا...

أحلام خطفتها الموج.. وذكريات عبرت الشاطئ.. ماضي أليم علق مع الرمل...وبضع اوراق وجواز سفر طافت على المياه..

 يا لقلب الأهل اللذين سوف يتذكروا ان البحر خطف ابنهم الذي ودعوه وتمنو له حياة أفضل...

لو كنت تعرف يا بحر ان الذي خطفتهم وبتلعتهم انما خطفت قلبين قلب ارتاح في ماءك وقلب لن يطفئه ماءك من الحزن...

ربما مهما كتبت لن أصل الى فاجعة الحدث الكبير.. ولكن بعيدًا عن الحزن.. هنالك فرصة نجاة واحدة...

تخيل أنك في قارب والقارب بدأ يتمزق بفعل الريح ولديك خيارين إما أن تبقى لتُمزق الرياح القارب او ان تحاول استخدام خشبة القارب لتطفو على البحر...

خشبة القارب هي تتكون من عدة اخشاب.. ويطلق على معنى الخشبة كلمة " نير" وكانت كلمة نير تُطلق على خشبة توضع بين قرني الثور للتوازن او لحبس شخص او غيرها.

فأنت امام مواجهة الريح ولديك وسيلة ان تستخدم خشبة القارب "النير" لتحملك في البحر وربما تنجو...

الأمران صعبان ربما للوهلة الاولى لأنك خائف.. ترى الموت امامك...يداك مكبلتان عاجز عن القرار...

المسيح قال جملة تستدعي التوقف عندها: اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ»." (مت 11: 29-30).

ذُكرت كلمة نير في الآية.. وهي قطعة الخشب التي كانت تُوضع للتوازن كما شرحنا...

لكن كيف لي ان احمل قطعة خشب وانا في البحر؟

قطعة الخشب هي التي عليها ان تحملني وليس ان احمل انا أي نير... ولكن... لو كنت تعرف يا عزيزي الذي تقطعت بك السبل في بلدك...واتخذت قرار السفر والقارب.. أنك إن حملت قبل سفرك النير الذي هو جدًا خفيف وسهل ستكون محمولا من الذي أوصاك بذلك.. لأنك ان حملت نيره سيحملك بيده لتجد راحة لنفسك.

شاهد بالبداية دائمًا كما قلنا ان كل تعريف للرب الاله في العهد القديم جاء المسيح وفعله بشكلٍ واقع.

لذلك من يريد النجاة حاملاً النير.. عليه ان يضع ثقته في ذاك الاله الذي يقول ويفعل.. وليس إله ذو أقوال فقط..

إن معجزة اسكات الريح في البحر ومنع غرق المركب.. فعلها وحده الرب يسوع الذي مشى على الماء ايضًا ليقول للبشر انه وحده الذي يستطيع ان يسير على ما صنعه..وحده الذي بكلمة منه يُطاع البحر والريح..

شاهد المزمور 65.. يتكلم عن الذي يسكت البحر ويوقف ضجيج الامم العابرين كلها "الْمُهْدِّئُ عَجِيجَ الْبِحَارِ، عَجِيجَ أَمْوَاجِهَا، وَضَجِيجَ الأُمَمِ." (مز 65: 7).

إذ انه قد صار لديك النير الذي سيحملك وصرت تعرف الذي خلق بكلمته البحر (اي بالمسيح)..

"تُسَبِّحُهُ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ، الْبِحَارُ وَكُلُّ مَا يَدِبُّ فِيهَا." (مز 69: 34).

مهما كنت تتبع دين.. سواء كنت ملحد...لا ديني..

قررت ترك بلدك وركبت قارب النجاة... جرب حينما تفشل كل حلول نجاتك بالحل الأخير... بالذي قال:

"فِي الْبَحْرِ طَرِيقُكَ، وَسُبُلُكَ فِي الْمِيَاهِ الْكَثِيرَةِ، وَآثارُكَ لَمْ تُعْرَفْ." (مز 77: 19).

فأن الذي شق البحر الأحمر ونهر الأردن هو الله، ولكن عادت المياه كما كانت، وكأنه لم يكن هناك طريق، أو آثار لعمل الله، ولكن الشعوب كلها سمعت بهذه الأحداث العظيمة.

 

والرب يجب الا يكون الحل الاخير بل الحل الأول، فنرى في مزمور 40,

طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي جَعَلَ الرَّبَّ مُتَّكَلَهُ، وَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَى الْغَطَارِيسِ وَالْمُنْحَرِفِينَ إِلَى الْكَذِب." (مز 40: 4).

 

ولكن.. لماذا عليّ أن أُصدقه؟

لأنه ذكر قصة شبيهة بالتي حصلت...

اشخاص يركبون المركب...شخص اسمه يونان ركب المركب.. وصار البحر هائجًا.. نفس الخوف ونفس القلق

فَخَافَ ٱلْمَّلَاحُونَ وَصَرَخُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى إِلَهِهِ، وَطَرَحُوا ٱلْأَمْتِعَةَ ٱلَّتِي فِي ٱلسَّفِينَةِ إِلَى ٱلْبَحْرِ لِيُخَفِّفُوا عَنْهُمْ(يونان١)

 

وحاولوا ان يعودا للبر الا ان البحر كان عنيف ومضطرب

١٣ وَلَكِنَّ ٱلرِّجَالَ جَذَفُوا لِيُرَجِّعُوا ٱلسَّفِينَةَ إِلَى ٱلْبَرِّ فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا، لِأَنَّ ٱلْبَحْرَ كَانَ يَزْدَادُ ٱضْطِرَابًا عَلَيْهِمْ. (يونان١)

 

ودار حديث مع يونان وبدأوا يفكرون بالكثير من الاسباب لأنهم اوشكوا على النهاية.

 

ذكر الكتاب المقدس ان كل شخص صلى لألهه.. وواضح هنا انهم كانوا من اديان مختلفة...نفس قوارب النجاة التي تؤخذ..

 

مسلمين.. شيعة...دروز.. مسيحية ليتكرر الموقف نفسه بقوارب الهروب

وَصَرَخُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى إِلَهِهِ (يونان١)

 

 

هل استجاب إلههم؟ كلا. لماذا؟ لأنه ليس لديه سلطان على البحر ولا الريح...إله أصم لا يسمع. مجرد تمثال صنم..

 

حتى استخدموا طوق النجاة الأخير وصرخوا الى الرب الإله الحقيقي:

فَصَرَخُوا إِلَى ٱلرَّبِّ وَقَالُوا: آهِ يَا رَبُّ، لَا نَهْلِكْ

 مِنْ أَجْلِ نَفْسِ هَذَا ٱلرَّجُلِ، وَلَا تَجْعَلْ عَلَيْنَا دَمًا بَرِيئًا، لِأَنَّكَ يَا رَبُّ فَعَلْتَ كَمَا شِئْت (يونان١)

 

 

فينجي الرب أنفسهم حينها.. ويُهدئ البحر بكلمة منه ليحدث خوف عظيم من قدرة الرب الاله

فَخَافَ ٱلرِّجَالُ مِنَ ٱلرَّبِّ خَوْفًا عَظِيمًا، وَذَبَحُوا ذَبِيحَةً لِلرَّبِّ وَنَذَرُوا نُذُورًا.

 

باختصار انت لك الحرية بقارب النجاة ان تستخدم الحل الاخير او ترفض..

 

انا اليوم واجبي ان أُخبرك عن الحل الذي إن استخدمته ستنجى بنفسك..

 

ستسأل لماذا لم ينجي الذين قبل مثلاً...وسأجاوبك: من أقامك قاضيًا عليهم؟

وهل صلوا لاسم الرب ام لأله اخر كما فعل الملاحون الاخرون؟

ام استخدموا الحل الذي قلته!!...

 

ثم لماذا لا تسألوا ان الرب أنجى الملايين وكانوا لا يتبعونه بل يعبدون إله اخر (وهم الاكثرية) اليس ليعطيهم فرصة اخرى ليتوبوا ويعرفوه..

ام نترك الكمال ونأتي لنحاسب الرب على ال 1 بالمية...فمن اقامك قاضيًا!

 

طوبى لكل شخص اتكل على الرب في البحر والرب اوصله بسلامه ولم ينسى شكر الرب.

"لأَنَّكَ تَنْسَى الْمَشَقَّةَ. كَمِيَاهٍ عَبَرَتْ تَذْكُرُهَا." (أي 11: 16).

طوبى للذي سيسافر في البحر ويتكل على اسم الرب الاله وحده فقط ويتمسك بالوعد القائل:

"لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ قَدْ يَبَّسَ مِيَاهَ الأُرْدُنِّ مِنْ أَمَامِكُمْ حَتَّى عَبَرْتُمْ، كَمَا فَعَلَ الرَّبُّ إِلهُكُمْ بِبَحْرِ سُوفٍ الَّذِي يَبَّسَهُ مِنْ أَمَامِنَا حَتَّى عَبَرْنَا،" (يش 4: 23).

 

ليتمجد اسم الرب بكل الاشخاص الموجودين ليصلو ويسبحوا اسمه القدوس لتتم بهم نبوءة اشعياء:

 

"هُمْ يَرْفَعُونَ أَصْوَاتَهُمْ وَيَتَرَنَّمُونَ. لأَجْلِ عَظَمَةِ الرَّبِّ يُصَوِّتُونَ مِنَ الْبَحْرِ." (إش 24: 14).

ويفرحوا وتفرح بوصولهم عائلاتهم.

 

"غَنُّوا لِلرَّبِّ أُغْنِيَةً جَدِيدَةً، تَسْبِيحَهُ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ. أَيُّهَا الْمُنْحَدِرُونَ فِي الْبَحْرِ وَمِلْؤُهُ وَالْجَزَائِرُ وَسُكَّانُهَا،" (إش 42: 10).

 

 

باختصار:

لمن مقبل على السفر بقارب البحر لديك الحرية ان ترفض ما قاله الرب.. او ان تكون حكيما وتستخدم اسمه وتصلي له.

ربما لديك اسئلة كثيرة واستفسارات عن احداث حصلت بالبحر مع اشخاص تعرفهم...

لا تحاول ان تحلل كل شيء.. لان الذي بيده كل شيء هو الذي لديه المعرفة المطلقة.

 

اذهب له وهو سيحملك. وطوبى للذي يتكل على الرب لينجو بنفسه

"هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ الْجَاعِلُ فِي الْبَحْرِ طَرِيقًا وَفِي الْمِيَاهِ الْقَوِيَّةِ مَسْلَكًا." (إش 43: 16)


كاتب المقال: الآخ بولس 📝




إرسال تعليق

أحدث أقدم