.png "English"){kind=small}
" المسيح صار لعنة"
مقدمة
يتهمنا بعض الأخوة المُسلمين بإهانة السيِّد المسيح بسبب فهمهم الخاطئ لهذا النص، مع أنَّ هذا النص أو هذه الآية هي مصدر فخر و اعتزاز لكل مسيحي مثلها مثل أي آية أُخرى في الكتاب المُقدَّس.يقول النّص الأنجيلي:
اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ. (غلاطية 3: 13)
اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ. (غلاطية 3: 13)
شرح الآية
"الناموس": أي الشريعة أو القانون ، و المقصود هو الشريعة التي أعطاها الله لموسى."لعنة الناموس": للعلم بولس الرسول هو كاتب هذه الآية بالوحي، و طبعاً الناموس بحد ذاته هو صالح و متكامل و لكن المقصد من هذه الآية أنَّ بولس الرسول يرد على أفكار اليهود الغريبة لأنَّ اليهود كانوا يعتمدون على أعمال الناموس لكي يضمنوا دخول السماء أو بمصطلحها الإسلامي "الجنة". و الرسول بولس يرد على هذه الفكرة الغريبة و يقصد برده هذا: أنَّ الخلاص أو دخول السماء هو بالمسيح فقط و ليس بالناموس.
"المسيح صار لعنة": للأسف الأخ المُشكك لا يعرف خلفية هذا النص أصلاً ، فبولس الرسول العظيم يقول هُنا: صار لعنة لأجلنا، لأنه مكتوب؛ ملعون كل من عُلِّقَ على خشبة.
رجاءً ، لكل شخص يقرأ ، ركز على عبارة لأنه مكتوب، أين مكتوب؟
رجاءً ، لكل شخص يقرأ ، ركز على عبارة لأنه مكتوب، أين مكتوب؟
أنا متأكد ١٠٠٪ بأنَّ الأخ المُشكِّك لا يعرف أين مكتوب لأنه لو كان يعرف لما كان سيسأل سؤالاً كهذا! و لكن لا مُشكلة ، انظر، هذه العبارة مكتوبة في سفر التثنية أي أنَّ هذا المفهوم هو من منظور و رأي اليهود.
و دعونا نفهم ماذا يقصد اليهود في "ملعون كل من عُلِّق على خشبة"؟
معلون كل من عُلِّق على خشبة معناه ان الشخص الذي عُلِّقَ هو شخص خاطئ و يستحق الموت على الصليب.
و طبعاً هذا الأمر لا ينطبق على السيد المسيح لأنَّ السيد المسيح لم يرتكب الخطيئة و هذا بحسب المسيحية و الإسلام أيضاً، فالمسيح لا يُخطئ في الإسلام، و قال عنه القرآن "غُلاماً زكياً" أي الخالي من العيوب و الأخطاء.
أي أنَّ السيد المسيح ليس هو ملعون بحد ذاته -حاشاه- بل كل ما تعنيه هذه الآية هو أننا كبشر خُطاة أو خاطئين أي علينا لعنة، فالذي عليه اللعنة في الأصل هو نحن البشر بسبب خطايانا و عصيان الله له المجد. فكل ما حدث هو أنَّ المسيح القدوس حمل عنّا هذه اللعنة حُباً لنا و رحمةً بنا، و لكن هو بحذ ذاته ليس ملعوناً ولا خاطئاً.
هذه الآية تثبت أن المسيح بلا خطيئة
و طبعاً هذا الأمر ليس ضد المسيح بل هذه الآية تُثبت بأنَّ المسيح بلا خطية أصلاً ، فهذه الآية ضدك عزيزي المُشكك و ليست معك و هذا لأنَّ السيد المسيح حررنا من اللعنة و الخطية، و الذي يُحرر من اللعنة يجب أن يكون حُراً منها أي أنَّ السيد المسيح استطاع أن يُحررنا من اللعنة بكل بساطة لأنه ليس ملعوناً ، "فالملعون لا يستطيع تحرير الملعون". فهذا الشيء يؤكد قدرة المسيح و أنه بلا لعنة. و اللعنة هي لمن لا يسمع وصايا الله و يبتعد عنه, و بالطبع السيد المسيح لم يكُن خاطئاً و بالتالي غير مستحق عقاب التعليق على الخشبة و لا اللعنة التي هي نتيجة الخطيئة أصلاً.
شرح لغوي للمفردات
أمَّا من الناحية اللغوية للأمر: فمعنى كلمة "ملعون" في اللغة العربية بحسب لسان العرب تعني: المُعذَّب ، أي الشخص الذي مرَّ بالعذاب و طبعاً المسيح تعذب و كلمة ملعون لا تكون دائماً كلمة سيئة.
المسيح مُباركاً و ليس ملعوناً
و طبعاً عكس كلمة "لعنة" هي "البركة" ، و الكتاب المقدس يقول عن المسيح أنه "مُبارك" أي عكس "ملعون" و سأُقدم آيتين فقط لكي لا أُطيل، و هم:
* وَ الْجُمُوعُ الَّذِينَ تَقَدَّمُوا وَالَّذِينَ تَبِعُوا كَانُوا يَصْرَخُونَ قَائِلِينَ: «أُوصَنَّا لابْنِ دَاوُدَ! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي!
(متى 21: 9)
* لَهُمُ الآبَاءُ، وَ مِنْهُمُ الْمَسِيحُ حَسَبَ الْجَسَدِ، الْكَائِنُ عَلَى الْكُلِّ إِلهًا مُبَارَكًا إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. (رومية 9: 5)
إلهنا متواضع عكس إله المسملين المتكبر
فلا يستطيع اي أحد مهما كان.. أن يقول بأنَّ المسيح كان ملعون. و كون أنَّ المسيح حمل اللعنة لا يجعل منه ملعوناً. فما فعله المسيح هو أنه قد حمل لعنة البشر, مما يُعتبر تواضعًا من المسيح العظيم .. فبالتأكيد, فكرة أنَّ الله متواضع و مُحب للبشر لا يعرفها الأخ الملحد ولا حتى المُسلم، فالمسلم يعبد إلهاً مُتكبراً حسب (سورة الحشر ٢٣):
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ.
الختام
فبدون شك, بأن اللذي يعبد إلهًا مُتكبرًا لن يقبل الإله الذي يُحب و يتواضع. المجد للمسيح يسوع الهنا المتواضع المُحب.
كاتب المقالة: الأخ سُهيل 📝
التسميات :
رد على الشبهات