.png "English"){kind=small}
أسئلة المسلمين حول الإيمان المسيحي
مقدمة
هذه الأسئلة موجهة لي من أخ مُسلم و هي أسئلة مشهورة جداً، يسألنا إياها الكثير من الأخوة المُسلمين الَّذين نتعامل معهم و نقابلهم في حياتنا اليومية و في مواقع التواصل الاجتماعي، فأحببت أن أشاركها معكم لكي يستفيد أكبر عدد ممكن.
لماذا أعبد إلهاً صُلِبَ و مات؟
يا عزيزي، نحن لا نقول و لا نؤمن أبداً أنَّ الله يموت و يُصلب، الله لا يموت ولا يُصلب ولا يجوع ولا يعطش أبداً. و لكننا نقول أنَّ الجسد الذي اتخذه الله هو الذي مات و تألم و صُلِبَ و عطش و إلخ. الجسد هو الذي حصل معه هذا، أمَّا الله نفسه فلا طبعاً.
يعني المسيح كإله لا يجوع ولا يعطش ولا يموت ولا يُصلب و لكنه كإنسان عطش و مات و صُلِبَ و جاع. فالجسد هو من وقع عليه هذا فقط. أي أنَّ الله لم يمُت و يُصلب، بل الذي مات و صُلِبَ هو الجسد.
لماذا مُحمَّد كاذب بالنسبة لكم كمسيحيين؟
بالفعل، نعتبر نحن المسيحيون أنَّ مُحمَّد كاذب و ليس نبياً حقيقياً و هذا لأنَّ المسيح العظيم قال أنَّ الذي يأتي بعده و يقول عن نفسه نبي فهو كاذب، فهذا كلام المسيح و ليس بكلامنا نحن. و هذا لأنَّ المسيح قد أكمل لنا الرسالة، فلسنا بعد مُحتاجين لأي نبي من الله، لأنه لن يأتي بشيء جديد، و بالفعل محمد رسول الإسلام لم يأتي بشيء جديد.
لماذا تضطهدون المسلمين حول العالم؟
هذا غير صحيح بل العكس، المُسلمين هم من يضطهدوننا، ففي مصر مثلاً رأينا الكثير من حالات الخطف للفتيات المسيحيات و إجبارهنَّ على الإسلام، و حالات القتل كقتل الكاهن أرسانيوس وديد في مصر قبل حوالي شهرين، و الدعس على الإنجيل في شوارع مصر من قِبَل أحد الشيوخ -الله يسامحهم-، و في نيجيريا رأينا اضطهاد للمسيحيين من المُسلمين أيضاً للأسف، كالفتاة التي حُرِقَت و قُتِلَت قبل فترة صغيرة.
و لكن لو فرضنا أن هنالك "مسيحيين" يضطهدون المسلمين، فهذا لا ينفي صحة المسيحية لأنَّ هذه كلها أفعال بشرية و ليست وحي إلهي، و هم لا يمثلون المسيحية و تعاليمها و هذا لأن المسيح أمرنا بحُب كل البشر (المُسلمين و غيرهم).
وَ أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَ صَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَ يَطْرُدُونَكُمْ. (متى 5: 44)
فأمرنا أن نحب أعداءنا حتى و أن نُحسن لمن يكرهنا و أن نُصلي (ندعي) للَّذين يُسيئون إلينا و يطردونا، فأي مسيحي يضطهد المُسلمين، هو ضد المسيح و ليس مسيحي حقيقي.
لماذا لا ترتدي المسيحيات الحجاب كما تفعل مريم العذراء؟
في البداية هذا خطأ، فمريم العذراء لم تكُن ترتدي "حجاب" و لكنها كانت تضع غطاء للرأس و طبعاً هذا يختلف كثيراً عن الحجاب، و غطاء الرأس هذا كان تضعه مريم العذراء لأنَّ العصر و المكان الذي عاشت به كانت ثقافته هكذا، فغطاء الرأس هذا هو خاص بفترة معينة في مكان معين لنساء ذاك المكان أما اليوم، فالمسيحيات لا يتقيدن بهذا لأننا نعيش في القرن ٢١.
لماذا لم يتجسد دون أن يدخل في رحم السيدة العذراء؟
لأنه إن لم يدخل في رحم العذراء لن يكون إنساناً طبيعياً! لا يوجد أحد له جسد لا يتكون من الرحم، فمعروف أنَّ الإنسان يتكون في أحشاء أمه. و هذا لأن المسيح له المجد تواضعاً منه و محبةً لنا أراد أن يُشابهنا و في كل شيء و أن يشعر بنا فعلاً، و أن يعيش معنا على الأرض، فاختار أن يتجسد من امرأة، و هذا أيضاً لكي يُكرم النساء، فبتجسده من امرأة و التي هي القديسة العذراء مريم، رفع من شأن المرأة و البشر عموماً.
لماذا لم ينزل من السماء مباشرةً؟
لنفس السبب الذي فوق، لا يصح أن يكون جسد من لا شيء، بل يجب أن يتخذ جسداً من امرأة لكي يكون هذا الجسد جسداً حقيقياً نراه و نلمسه، و ليس جسداً خيالياً.
أليس من المفروض أن يكون كلامه واضحاً؟
صدقني أوضح من هذا لا يوجد، جداً واضح كلامه، و هناك مليارات تؤمن أن المسيح هو الله بسبب وضوح كلامه، أما من يرى كلامه غير واضح، فهذه مشكلته.
ما الفرق بين الآب و الابن و الروح القدس و كيف جميعهم واحد؟
الآب هو الله, الابن هو الله, الروح القدس هو الله. ليس هناك فرق بينهم و لكنهم يتمايزون في الصفات الأقنومية، و هذه سأشرح لك عنها لاحقاً و الآن دعنا في الأساسيات لكي لا تكون الأفكار كثيرة. و لكن لا يوجد فرق بينهم.
كيف يكون جميعهم واحد؟
كما أنَّ الإنسان واحد مع أنَّ الإنسان عبارة عن جسد و روح و نفس/عقل، و لكن مع هذا الإنسان واحد. و الشمس عبارة عن "قُرص و ضوء و حرارة"، و ندعو قرص الشمس بالشمس، و ضوء الشمس بالشمس، و حرارة الشمس بالشمس، و في نفس الوقت نقول أنها شمس واحدة لا ثلاثة شموس.
طبعاً هذه الأمثلة غير دقيقة 100% و هذا لأن الله غير المحدود لا يُقارَن بالخليقة المحدودة ولكن هذه الأمثلة من الممكن أن تبسط الصورة لكم.
نؤمن أنَّ المسيح هو كلمة الله و الروح القدس هو روح الله. و كلمة الله بالتأكيد هو الله و روح الله هو الله نفسه أيضاً. فالله لا يتجزأ، و مثال على هذا: روح سامي هو سامي نفسه و كلمة (أو عقل) سامي مثلاً هي سامي نفسه، فهل كلمة سامي تختلف عن سامي؟ لا طبعاً.
الختام
كان هذا الأخ المُسلم صاحب هذه الأسئلة ينوي اعتناق المسيحية -حسبما قال لي- و كان يتعامل معي بكل أدب و يسألني باحترام و لكن بعدما رأى الأجوبة انصعق و تحول و تغير أسلوبه لدرجة أنه شتم السيد المسيح نفسه! و طبعاً سبب تغيره هو أنه رأى قوة الأجوبة و قوة الإيمان المسيحي، فلم يحتمل.و هذه القوة ليست مني أنا، فأنا مُجرَّد عبد للمسيح بل هي من المسيح العظيم نفسه له كل المجد. و وصف السيِّد المسيح في "الكذاب" مع أنَّ الأخوة المُسلمين يقولون أنهم يحترمون السيِّد المسيح!
على أي حال، نصلي لأخونا المُسلم هذا لكي يفتح الرب يسوع المسيح عيونه ليعرف الحق و يترك الباطل و نصلي من أجل كل أخواننا المُسلمين ليعرفوا المسيح.
كاتب المقال: الأخ سُهيل
التسميات :
رد على الشبهات