تأمل: القلق و الخوف - موقع مسيحيين متحدين لأجل المسيح



تأمُل عن القلق والخوف

 "صدقوني أبسط الأمور بالدنيا و بالطبيعة بتقولنا: "متقلقوش

فمثلاً، الورد و الشجر اللي شكلهم حلو، بنلاقي الشجرة الكبيرة بتقولنا أنا كبرت لوحدي كله من فضل ربنا يسوع و بصوا ازاي أنا مليش فضل بأي حاجة، كبرت و بدأت اعمل ثمار و فواكة و شكلي جميل جدًا و أنا معملتش حاجة من نفسي، دا كله من ربنا يسوع.


و كأنه حتى الشجرة البسيطة دي بتعطينا إشارة و رسالة اننا منقلقش لأنه فعليًا ربنا يشتغل فينا و بالعالم بإرادته الصالحة دائمًا.


و على فكرة، مش شجرة واحدة ولا وردة واحدة بتقول كدا، دا كل الشجر في كل العالم بيقولنا "متقلقوش"، بس احنا مش عايزين شجر العالم كله، دا حتى شجر الأرز لوحده يكفينا و زيادة.

شجر الأرز: نوع شجر مشهور في لبنان  


يسوع بيقول:

فَإِنْ كَانَ الْعُشْبُ الَّذِي يُوجَدُ الْيَوْمَ فِي الْحَقْلِ وَ يُطْرَحُ غَدًا فِي التَّنُّورِ يُلْبِسُهُ اللهُ هكَذَا، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟

(لوقا 12: 28)


التنور هو الفرن.


و كلام السيد المسيح معناه أنه العشب اللي هو الورد يعني و الزهور الموجود في المزارع و الأراضي الخضراء، ربنا يهتم فيها و يعطيه شكل جميل، فهل معقول ربنا يتركنا من غير ما يهتم بملابسنا و شكلنا؟


و يقول الرب يسوع:

اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ: 
إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ، وَ أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟
 (متى 6: 26)

يقوتها يعني يهتم فيها و يطعميها.

معنى الكلام دا أنه الطيور بشكل عام "العصافير، الحمام و إلخ…)
ما بتزرعش و بتعمل غذائها لوحدها، و لكن أبونا السماوي "يسوع"هو اللي يعطيها أكلها، و ربنا يسوع في الآية دي بيقولنا أكيد انتوا أفضل من الطيور!

لأننا كبشر أبناء للرب يسوع المسيح، فهل معقول يعطي العصافير و يهتم فيهم و يترك أبناءه؟!
لا طبعاً!



لو تلاحظوا، الرب يسوع تكلم عن الأكل و اللبس لأنه دول أكتر حاجتين يتعبوا الإنسان و يشغلوا باله و اكتر حاجتين يقلقونا.

غالباً بنفكر احنا عايزين نلبس ايه بكرا و حناكل ايه بكرا، عشان كدا الرب يسوع تكلم عن الحاجتين دول.

القلق علاجه من جواتنا، و علاجه هو الإيمان و الثقة بالرب يسوع لا غير.

و كل ما علينا هو أننا نسلم كل شي للرب يسوع، يعني لو عندي حاجة مهمة بكرا لازم اني اعملها، بسلمها ليسوع و بقوله خلص أنتَ تصرف و مشي الدنيا "لتكن مشيئتك".

أنا عارف انه صعب و عارف أنه القلق يجينا لوحده و مش بمزاجنا، صعب أننا نملك مشاعرنا و لكن نقدر نملك عقلنا و نتحكم فيه صدقوني، يعني لو جت بعقلي أي فكرة تسبب القلق بسرعة أهرب منها بدون أي تفكير، مقعدش ولا ثانية أفكر، لأنه القلق حيزيد و يزيد و يتطور أكتر لما نفكر.


و في عبارة حلوة بتقول:

"ربنا موجود، كله للخير، مصيرها تنتهي".

ربنا موجود: يعني ربنا معانا و كل حاجة تحت السيطرة.

كله للخير: يعني مش بس ربنا موجود، لا دا كمان كل شي يحصل معنا و حصل حتى بالماضي حيحوله الرب يسوع لخير.

مصيرها تنتهي: كل حاجة حتنتهي بالنهاية، سواء الألم أو الخطية و كل شي سيء.


فعلاً الله يحول كل شي لخير،


وَ نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ.
(رومية 8: 28)


نحن نعلم: يعني دي حاجة معروف عندنا كمؤمنين و مش محتاجة اتنين يتكلموا فيها.

كل الأشياء تعمل معًا: بمعنى أنه كل شي يحدث حيكون لي طريق للخير و هو السماء بالنهاية.

و باقي الآية معناها أنه ربنا عارف مين المؤمنين الحقيقيية و حيديهم كل الخير، دا وعد منه هو مش كلامي أنا.

فلما نفكر بالحاجة دي و بوعد الله الجميل و نحط الحاجة دي بعقلنا أنه ربنا حيحول كل شي لخير، المفروض نرتاح بقى و منعولش الهم و منقلقش.

و على فكرة مش شرط أبداً نعرف قصد الله و حكمته دلوقتي "بالوقت الحالي"، و كوننا منعرفش دا لا يعني أنه مش قاعد بيشتغل، بالعكس!

الرب يسوع دائماً معنا و يحل كل مشاكلنا و ينقذنا و لكن أحيان كتيرة ما بنحسش فيه.

أرجوكم ثقوا في وعود ربنا يسوع ليه كل المجد، دا هو الوحيد الصادق بوعوده و الوحيد اللي بيحبنا محبة صادقة و الوحيد اللي محبته مبتتغيرش، حبيبنا يسوع معانا في كل وقت و في كل لحظة و موقف، يعني مفيش داعي نقلق و نخاف، و هو اللي بيرتب المستقبل قدامنا، يعني نخاف ليه و كل حاجة بايده و من ترتيبه؟

و على فكرة، حتى ولو حصلت حاجة وحشة منخافش، دا كله ربنا يسوع حيحوله للخير حتى ولو تعبنا في وقت معين.

متنسوش ان ربنا يسوع بيحبكوا جداً و بيقلكوا "متقلقوش".

كاتب المقال: الأخ سُهيل 📝


إرسال تعليق

أحدث أقدم