الأخ بولس, مسلم سابق من اورشليم يروي لنا قصة التقاءه بالرب يسوع المسيح - موقع مسيحيين متحدين لأجل المسيح

قصص العابرين: الأخ بولس

من أنا؟

سلام المسيح للجميع,  انا بولس، عمري 16 سنة من اورشليم , أقيم في اقدس بقعة على وجه الأرض, تلك التي مشى فيها ربنا ومخلصنا يسوع المسيح. 

ولدت بين عائله مسلمة تصلي وتصوم ... وبيئة تتعايش مع الاديان والعادات الأخرى, الا ان الدم الاسلامي المتعصب يجري في عروقها.

كيف تعرفت على الرب؟

تعرفت على الرب يسوع بعمر ال 15 سنة, عن طريق امرأة مبشرة من خدام الرب تنشر فيديوهات وشروحات على اليوتيوب. فبدأت بمشاهدة فيديوهاتها، واكتشفت منها بأن افكاري ومعلوماتي السابقة عن المسيحية كانت مغلوطة تماما, وهذا كله بسبب تحفيظنا وتلقيننا المعلومات الخاطئة عن المسيحية منذ صغرنا لكي نكبر و نردد " الحمدالله على نعمة الإسلام" مثل الببغاوات. 

كنت اعتقد ان “المسيحيين يعبدون ثلاث الهة,  مريم وعيسى والله" , وبأن " حياتهم سُكر ودعارة ومسموح لهم ان يفعلوا أي شيء كالزنا" , ولكن بالرغم من هذا كله كان لدي حب كبير وعظيم لشخصية يسوع المسيح التي لا تقارن بشخصية " عيسى"  في القراَن. فحتى وانا صغير كنت أستطيع التفرقة بينهما.

كيف غيَّرني المسيح؟

بعدما عرفت حقيقة المسيحية وصححت المعلومات المغلوطة التي كانت لدي، تغيرت افكاري وحياتي كليا. كنت ميّتًا في التقاليد والتعاليم الإسلامية الى ان وجدت الرب يسوع واعطاني من ينبوع الحياة. ففي يسوع وجدت الحب والعطاء والتسامح والأخلاق النبيلة, القداسة والطهارة, فقد كان كاملاً في كل شيء, حتى في حبه لأعدائه! تعمقت, وفهمت لما كان على المسيح بأن يصلب و يموت من اجل خطايانا, رأيت تعاليم المسيح وحبه لأتباعه وللجميع, ولم استطع بألا احبه.

تساؤلات كثيرة بخصوص المسيحية و الإسلام 

كانت تُراودني الكثير من التساؤلات عند قرأتي للقرأن, مثل, ما الغاية بأن تحمل العذراء من دون زرع رجل, لماذا المسيح ليس ابن الله بحسب القرأن, لماذا لم يحمي اله المسيحية كتب الانجيل والتوراة من التحريف؟ اليس هو عالم بالغيب ويستطيع ان يحمي كتابه, ولماذا لم يقوم المسيحيين واليهود بالقتال باسم ربهم ولم يجعلو الاخرين يعطوهم الجزية عن يد وهم صاغرون، ولكن المسلمين حاربوا وقاتلوا من اجل اسم الههم، بل وكان الله يشجعهم على القتال في سبيله! لم افهم ولم اقتنع ما الهدف من القاء شبيه على الصليب بدل " عيسى" , ايُهين الرب عبدهُ امام الناس ويخدعهم بقصة صلبه وموته؟ , لماذا المسلمين ليست لديهم رحمة اتجاه الاخرين وعندما يموت شخص مسيحي او يهودي يقولو عنه كافر وممنوع الترحم عليه؟

نحن طبعا لسنا بحاجة الى الترحم من أبناء ابليس ولكن اين الإنسانية؟ لماذا الفحش والعهر بأقدس مكان عند المسلمين؟ لماذا وقعت الرافعات على الحجاج في الكعبة؟ لماذا الله استقبل ضيوف الرحمن بموتهم؟ ولماذا ان احب الله عبدا ابتلاه؟ لماذا تم تحريم الخمر على الأرض ولكنه وعدهم بنهر من الخمر بالجنة؟ والكثير من اللماذا وعلامات الاستفهامم!!! 

كيف خدع الشيطان المسلمين؟

طبعا مثلما يقول الكتاب في كورنثوس "وَلاَ عَجَبَ. لأَنَّ الشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يُغَيِّرُ شَكْلَهُ إِلَى شِبْهِ مَلاَكِ نُورٍ!" (2 كو 11: 14). فنرى كيف ان الشيطان يظهر على شبه ملاك نور في الإسلام, فيوهم اتباعه بالسلام والمحبة والرحمة, ولكن داخله ذئاب خاطفة. فهو, ينكشف ويتعرى يوميًا امام الناس, ويظهر لهم حقيقته.  

يا احبائي, ان الشيطان, قد سُر بأن يهلكنا, وهو يُّسر بقتل وخطف المؤمنين أبناء الله الحقيقين, ولكن الخبر الجيد لدي, بان الرب يسوع  قد سُر بأن يعطينا الملكوت, بأن يعطينا الراحة و الحياة والابدية, فحتى انه قد غادر الأرض لكي يُعّد لنا مكانًا. 

وكما قل يسوع:  فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ، وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا, وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا، (يو 14: 2).

يسوع غادر الارض ولكنه ارسل لنا روحه المُعّزي, وملئنا حب وقوة وتمسك فيه وبكلمته, فحتى متى جاء يوم الدينونة, نعلم ان الرب قد سُر بأن يعطينا الملكوت.  وأنه معنا الى انقضاء الدهر.  " وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ". (مت 28: 20).

الشيطان يحاول ان يعثرك بأديان والهات كثيرة, ولكن دائما ستجد أمور ترشدك الطريق الصحيح لتسلك فيه, فان اعمال عدو الخير ليست كاملة و الرب يشاء بأن يخلص الجميع, "الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ." (1 تي 2: 4).

يسوع هو المخلص الوحيد!

انا قد قبلت الرب يسوع مخلصا على حياتي وآمنت, ف طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا»." (يو 20: 29).

فيسوع وحده  القادر ان يعطيني حياة "وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ»." (أع 4: 12).  

وفي يوحنا 14: 6 , "قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.".   

مخلصي وابي واخي الرب يسوع المسيح، احببته من قلبي ومستعد للموت على اسمه ليس فقط لأنه قد اعد لنا الملكوت، بل لأنه قد مات من اجلنا نحن الخطأة، أوفى الدين اللذي كان علينا بموته, ووهبنا نعمة الحياة الأبدية بقيامته من الأموات وانتصاره بكل مجد على الخطية والموت.  

من بعد معرفتي ليسوع، كرهت الخطية من اجله هو، ذاك الذي تحمل الالام لأجلي، ذاك اللذي احبني بالرغم من خطاياي حتى بذل نفسه لأجلي وما زال يبذل نفسه كل يوم من اجلنا نحن. فحتى وأن أخطأت, اعلم ان لدي اب يحبني ينتظرني ان اعود اليه لكي يحتضني ويحتويني بحبه. وكما ذكر في انجيل يوحنا، “إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ." (1 يو 1: 9).

اليوم, لم اعد أعيش لنفسي, بل لأجل اللذي مات لأجلي "وَهُوَ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ كَيْ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لاَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَامَ." (2 كو 5: 15).

الكتاب المقدس

الانجيل, كل كلمة فيه هي وعظة تغنيني عن دروس كثيرة, فهو نهج حياة, يعلم كيفية التصرف بكل المواقف الذي قد نواجهها, فهو لا يخبئ عيوب احد, كتب أخطاء الأنبياء ورسل الرب لكي نتعلم منهم ومن تجاربهم وأخطائهم, ف "كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ،" (2 تي 3: 16). وقد اقتدت الكثير من الدول المتحضرة بتعاليم المسيح, فهو الذي قال اعطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله .

الختام

كفاكم جهلا , اصحو وقارنو بين الكتاب المقدس والقرأن, قارنو بين حياة محمد, وبين حياة ربنا يسوع المسيح له المجد. توبوا قبل مجيء الرب, فقد اقترب. "هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي." (رؤ 3: 20). يسوع قد اتى ليخلص ما قد هلك, وسوف يعود مجددًا لكي يدين كل من اَمن ولم يؤمن, الاحياء والاموات. 

المسيح قام, ونحن شهود على ذلك , ونحن بأنتظاره حتى متى جاء بكل سلطانه ومجدٍ ليجازي كل شخص على عمله. 

اقتربت معموديتي, صلو لي , لك كل المجد والسجود والركوع يا رب ، احبك.