مفهوم التجسد - موقع مسيحيين متحدين لأجل المسيح

 



التجسد


في هذا المقال سوف نتعمق بمفهوم التجسد, والطبيعة الإنسانية واللاهوتية التي كانتا ليسوع, كما اننا سنفهم لماذا كان يتوجب على الله ان يأتينا بجسد بشري.

ولكن قبل ان تبدأو في قراءة المقال, إن لم تكن لديكم معلومات عن الثالوث المسيحي والأقانيم, ننصحكم بقراءة هذا المقال على موقعنا  بعنوان :  " شرح عن الثالوث المسيحي"


لنبدأ بنعمة الرب, 

إن اقنوم  الكلمة يا احبائي قبل ان يُصبح انسانًا اي جسدًا ونفسًا وروح كان فقط لاهوت؛ ولكن عندما اصبح انسانًا وآخذ جسدًا بشريًا مثلنا, اصبح الهًا متجسدًا.


فبحسب ما قاله البشير يوحنا،

وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا.(يوحنا 1:14)


وحسب ما علمنا الرسول بولس

وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ،(1 تي 3: 16).

اصبح الها متجسدا ؛ اصبح انسانًا ؛ وظهر في هيئة انسان  كما ايضا علمنا الرسول بولس في فيلبي ٢

6 الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلًا للهِ.

7 لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ.8 وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ.(فيلبي 2)

ولذلك، في يسوع نرى انسانًا والهًا في آنٍ واحد...طبيعة الهية وطبيعة إنسانية وتلك الطبيعتين متحدتين في شخصٍ واحد والذي هو اقنوم الكلمة (يسوع المسيح).    ن يخلق الحياة ويغفر الخطايا ويعلم الغيب ويحيي الموتى أن يقول للناس


الطبيعة الهية: تعني ان يسوع كانت لديه القدرة ليصنع العجائب ليغفر خطايا ليحيي الأموات ويعلم بالغيب...، فنرى في يوحنا اصحاح 11, بأن يسوع اقام لعازر بعد 3 أيام من موته، وفي لوقا 4: 40: "وَعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، جَمِيعُ الَّذِينَ كَانَ عِنْدَهُمْ سُقَمَاءُ بِأَمْرَاضٍ مُخْتَلِفَةٍ قَدَّمُوهُمْ إِلَيْهِ، فَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ وَشَفَاهُمْ". ولذلك، يسوع في طبيعته الالوهية كان له السلطان على الطبيعة الغير محدودة..


بينما الطبيعة الإنسانية: فتعني بأن يسوع كان انسان مثلنا، اخذ ضعف الأنسان وشابهنا في كل شيء ما عدا طبيعتنا الخاطئة. فهو الوحيد بين جميع البشر الذي كان بار بدون خطيئة. ففي طبيعته الإنسانية كان يسوع يأكل ويشرب وينام ويصلي ويتعب بالضبط مثل أي انسان، ولذلك فطبيعته محدودة مثلنا نحن البشر.

والطبيعتان هم في شخص واحد وهو يسوع الناصري..


ففي لاهوته يقول: "انا والاب واحد" أي انه مساوي للآب, وفي يوحنا 14 يقول "مَنْ رآني فقد رأى الآب"

كما قال المسيح لليهود : "قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" … و(الكائن) هو اسم الله. أي الموجود منذ الأزل والى الأبد.

وهذا كله بصفته ابنًا لله، أي انه مساوٍ له في الجوهر ( الالوهية).



وفي ناسوته يقول: "ابي أعظم مني"، "لست أفعل شيئًا من نفسي", أتكلم بهذا كما علمني أبي" والخ...

وهذا كله بصفته ابنًا للإنسان، نائب عن البشرية، فكما ذكرنا سابقًا،

Ø     الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلًا للهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ.

 

بعدما وضحنا فكرة التجسد وطبيعة يسوع الإنسانية واللاهوتية، سوف نتطرق الى اهم الأسباب التي جعلت الإله يصبح انسانًا إلا وهي:

المحبة الكبرى!!

فالإله تجسد من اجل الانسان ليصبح الانسان متحد بالله..

فالإنسان قبل الفداء لم يستطع الوصول الى الله بسبب الطبيعة الخاطئة التي كانت له, وكما هو ملوم ان الله لا يقبل ان تتواجد الخطيئة في محضرهفجاء الله الى الانسان بصورة الانسان ليجعل الانسان يصل الى الله..

 

كما ان احدى أسباب تجسده كانت البنوة!

لنصبح ابناء الله ! فقد قيل في يوحنا

12 وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. (يوحنا 1)

وقد شرح أكثر الرسول بولس هذا الشيء اذ قال

4 وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ،

5 لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ.

6ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ اللهُ رُوحَ ابْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخًا: «يَا أَبَا الآبُ».

7 إِذًا لَسْتَ بَعْدُ عَبْدًا بَلِ ابْنًا، وَإِنْ كُنْتَ ابْنًا فَوَارِثٌ للهِ بِالْمَسِيحِ. (غلاطية 4)

 

وايضا من أكبر اسباب التجسد هو خلاص الانسان من الخطية (وهذه سنشرحها لاحقًا في موضوع الفداء..)

اما الأن فسنتعمق أكثر بطبيعة تجسد المسيح

ان تجسد المسيح واتحاد لاهوته بناسوته هو بغير انفصال ولا امتزاج ولا تغيير ولا استحالة (اقرأوها مرة أخرى).


ولتوضيح المصطلحات المذكورة:

  •       بغير انفصال تعني ان لاهوت المسيح عندما اتحد بالناسوت اي بجسد ونفس وروح الانسان لم يحدث اثناء اتحادهما أي انفصال! بل بقيا متحدين حتى اثناء الموت!! ففي الصليب مات الناسوت ولكن اللاهوت فبالرغم من اتحاده بالجسد الميت فهو لم يموت لان الاله روح لا يموت بلاهوته...


  •       بغير امتزاج اي ان اللاهوت والناسوت لم يشكلوا طبيعة اخرى بإتحادهم، ف لم يقل اللاهوت ولم تتغير أي ميزة. 


  •       بغير تغيير اي اللاهوت لم يتغير او نقص او زاد والناسوت ايضا لم يزيد ولم ينقص، فالناسوت بقي ناسوتًا,  انسانا طبيعيا عاديًا, واالاهوت بقي كما هو .


  •      بغير استحالة اي ان الناسوت لم يتأله (يعني لا نقول ان الانسان أصبح تأله بل ان الاله تجسد)، واللاهوت لم ينقص من سماته...



وهذه بإختصار طبيعة المسيح اثناء التجسد ...فهو الذي يأكل بناسوته ولكنه لا يجوع بلاهوته

وهو الذي ينام بناسوته ولكنه لا ينعس بلاهوته... وهو العالم بكل الاشياء بلاهوته ولكن لا يعلم الساعة بناسوته والخ.... من الأمور.

فسر التجسد هو أعظم سر في المسيحية.



كاتب المقال: الاخ مايكل 📝



Post a Comment

Previous Post Next Post