ألوهية المسيح في الإسلام
قبل عدَّة أيام كنت أشاهد بثاً مباشراً على أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي لأخ لي في المسيح و كان معه في البث أخ مسلم ، و كان هذا الأخ المسلم يتحدى المسيحي بأن يطلب من المسيح أن يرزقه.
لنوضِّح الأمر أكثر ، نؤمن نحن المسيحيون بأن المسيح هو الله الظاهر بالجسد "الله المُتجسِّد"، و ما دام المسيح هو الله، فطبعاً لديه كل الصفات الإلهية، فهو الذي يرزق و يحمي و يُحيي و إلخ... فكان الأخ المسلم يتحدى المسيحى بكل ثقة و كان يسأله "هل تستطيع أن تقول للمسيح ارزقني"؟ ، و طبعاً كان يسأل و هو يعتقد أن المسيحيين عاجزين عن الإجابة على هذا السؤال.
و أنا بقدرة ربي و إلهي المسيح قررت الرد عليه و إثبات قدرة المسيح و ألوهيته.
و سأُجيب على هذا السؤال من القرآن نفسه
ألوهية: أي طبيعة المسيح الإلهية و نعني بعبارة " ألوهية المسيح" أن المسيح هو الله.
لنبدأ بتحدي الأخ المُسلم و سؤاله و هو قدرة المسيح على "الرزق" ، هل يستطيع المسيح أن يرزق البشر؟
يقول القرآن عن الله:
إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ
(سورة الذاريات ٥٨)
أي أنّ الله وحده هو الذي يرزق
1) المسيح يُرزق:
ف نرى أن المسيح يرزق عندما أطعم الخمسة آلاف شخص ، في خمسة أرغفة وسمكتان ، فنجد أن السيد المسيح قد جعل السمك و الخبز كثيراً جداً لدرجة أنه يكفي 5 آلاف نفس ، و هذا يدلنا بوضوع على أن المسيح هو الله الذي يرزق. لا يستطيع أي نبي أو بشر مهما كانت درجته أن يرزق البشر، في الكتاب المُقدَّس.
2) المسيح يعلم الغيب: المسيح يعلم الغيب و طبعاً لا يعلم الغيب إلا الله وحده ، فمن المستحيل أن يكون المسيح مجرد بشر أو حتى نبي!
يقول القرآن بشأن علم الغيب:
قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ۚ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ
(سورة النمل ٦٥)
و أنا دوري أن أثبت أن المسيح يعلم الغيب!
يعني القرآن يقول أن الله وحده هو من يعلم الغيب و بنفس الوقت يقول أن السيد المسيح يعلم ما يأكله البشر حتى و يعلم بكل ما يحصل داخل البيوت ، هل المسيح مجرد نبي؟!
3) المسيح يرسل الرُّسُل:
إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ
(سورة يس 14)
المسيح يرسل الرسل في القرآن و هل يرسل الرسل غير الله؟!
تفسير الإمام الطبري للتأكيد: قال العلماء بأخبار الأنبياء: بعث "عيسى" رسولين من الحواريين إلى أهل مدينة أنطاكية.
طبعاً نحن كمسيحيين لا نؤمن بمن يُسمَّى عيسى بل اسمه يسوع المسيح و لكن هذا الاسم موجود في القرآن و التفاسير الإسلامية، لهذا السبب استخدمناه لكي يفهم أخواننا المُسلمين.
4) المسيح يشفي المرضى: يقول القرآن يقول أن الله هو الشافي:
وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ
(سورة الشعراء ٨٠)
و يقول المسيح عن نفسه:
أبرئ: أُشفي
الأكمه: الأعمى
الأبرص: المصاب بالبرص ، و هو مرض عجز عنه الطب القديم و الحديث.
5) المسيح يخلق: فيقول المسيح العظيم في القرآن:
أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ
(سورة آل عمران ٤٩)
المسيح يخلق في القرآن ، هل هناك أحد يخلق غير الله؟ لا وألف لا!
و لكن كالعادة رد الأخوة المسلمين هو أن المسيح يخلق "بإذن الله" فقط. و أنا هنا أقول ، هل يأذن الله لأحد أن يشاركه في الخلق؟!
بالطبع لا وإلا سيكون لله شريك و بهذا سيصبح المسلم مشركاً ، و نحن نقول أن المسيح هو الله المتجسد و بالتالي يستطيع أن يخلق و ليس هو شخصاً آخراً غير الله!
و يقول الأخوة الأحباء المسلمون أن عبارة بإذن الله تعني "بأمر من الله" ، و هذا غير صحيح.
و للعلم ، حتى لو كان المعنى صحيح فهذه مشكلة و ذكرتها في الستوري الذي سبق في آخر سطر. معنى كلمة "أذن" في القاموس المحيط: أذن (المعجم القاموس المحيط) ـ أذن بالشيء، إذناً، و أذناً، و أذاناً و أذانة: علم به فإذن الله أي بعلم الله وهنا ينتهي الرد على المسلمين ف مسألة "بإذن الله"!
كما لاحظتم ، تقريباً لم أقدم أي دليل من الكتاب المقدس بل كل ما قلته كان من القرآن و هذا لأن الأخ السائل هو مسلم و يؤمن بالقرآن ، فكان من الواجب أن أرد عليه من كتابه. و طبعاً ، هناك الكثير و الكثير من الأمور التي تثبت ألوهية المسيح و لكن هذا يكفي.