الثالوث
"تبسيط العقيدة بالأمثلة"
مقدمة
سلام المسيح احبائي، في هذا المقال سوف نقوم بشرح الثالوث القدوس بطريقة مُبسطة وبمثال يُواكب عصرنا. نحن نرى ان الكثير من الأشخاص تحاول شرح مفهوم الثالوث القدوس بأمثلة كثيرة مثل الشمس: القرص الاشعة الحرارة. او كأس ماء البحر يشبه البحر...
مثال الملك لفهم طبيعة الله (الثالوث)
الا أنه أفضل مثال لشرح الايمان المسيحي ووصف الخالق هو الانسان لان الله خلق الانسان على صورته ومثاله. فلنأخذ الملك او رئيس دولة على سبيل المثال.. فهُو يبسط حكمه على دولة بدون ان يكون بحاجة لأن يأتي بنفسه للمنطقة. فبكلمته التي يقولها يتم تنفيذ الاوامر ويُعلن سلطانه كملك. قرار واحد يرسله برسالة مكتوبة هو بمثابة اعطاء سلطة لضابط بتنفيذ مهمة معينة فتُنفذ ويبسط سلطانه. إذ ان كلمته التي ارسلها قد اخدت شكل القرار المختوم منه بختم، واستطاعت ان تُبسط سلطانه بدون أن يأتي هو بنفسه ولم يره شخص. هذه الورقة قد تبدو ورقة بسيطة عادية لكن المكتوب فيها له سلطان, بل حتى ان المكتوب فيها هو نفسه سلطان الملك وفكره وعقله.
هكذا الرب الملك الآب قد أرسل كلمته على الأرض وأخذ جسد انسان في المسيح. لذلك، صحيح ان الورقة مصنوعة من ورق ويستطيع أي انسان ان يطويها, ولكن سلطان الكلمة المكتوب فيها، له سلطان وقوة حتى انتهاء تاريخ المكتوب. لذلك المسيح كإنسان كان يتعب يجوع يعطش يبكي, لكن كونه كلمة الله التي ظهرت لنا على صورة جسم بشري كان له سلطان على البحر والمرض وغفران الخطايا وإقامة الموتى وعمل المُعجزات وكل شيء.
فكلام الملك الذي قاله على الرسالة اتٍ من نفس المصدر،
وهو الملك ذاته. وهذا يذكرنا بكلام الرب يسوع حيث قال في يوحنا، "أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ»." (يو
10: 30). فيسوع كونه كلمة الله أو عقل الله الناطق، فكلمته اتية من نفس المصدر،
الله ذاته.
ولذلك فأن أي قرار صادر بكلام الملك يُطبق كله في كل البلد كُلُّ مَا لِلآبِ هُوَ لِي. لِهذَا قُلْتُ إِنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ. (يو 16: 15), وهنا يكلمنا عن الروح القدس وهو الأقنوم الثالث في الثالوث الأقدس, حيث يأتي باسم المسيح ويعمل لحساب مملكته محققًا رسالة انجيله. فهو لا يقيم مملكة أخرى، بل هي ذات مملكة المسيح التي تُنسب للآب ايضًا، لأن كل ما للابن هو للآب، وما للآب هو للابن.
لكن حينما يقرر الملك ان يزور منطقة فجأةً ليحاسب الفاسدين او ان يخرج بشاشات التلفاز, فإن كلامه الذي يُوضع قرار او الذي يقال, لا يحتوي على معرفة وقت زيارة الملك كي لا يعرف الجميع فيحيطوه.. ومن هنا نستطيع فهم كلام يسوع حينما قال، "وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ، وَلاَ الابْنُ، إِلاَّ الآبُ." (مر 13: 32). فتلك الساعة هي ساعة الدينونة, وسيكون ذلك بصورة فجائية مباغتة، وبغير انتظار. لذلك ايضًا الابن المتجسد بالبشر لا يعرف متى يأتي الوقت (بطبيعته البشرية لا يعرف و اما بطبيعته الالهية فبالطبع يعرف) كي لا نعرف نحن الوقت, فنحن الذين استقبلنا سُلطان الملك بكلمته. لكن حينما يأتي الآب، في يوم الدينونة, حكمة الابن اي العقل والكلمة , يعرف. لكن كابن للأنسان الذي تجسدت به الكلمة لا يعرف (كي لا نسأل اي انسان بالوقت).
إذًا بأي بلد قوي وناجح تطبق فيه كلمة الملك يعرف كل السكان انه هو الملك الاعظم وان يعرفوا كلمته التي يرسلها الى كل ضباط البلد ويبسط سلطانه بكلامه. وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ." (يو 17: 3).
الختام
فحينما يكتب الملك قرار ويوقع عليه ويأخذ مسؤول الدولة الكلمة المكتوبة ويفرضها على الكل بكل سلطان حينها تتم مشيئة الملك بدون ان يراه شخص حتى. فإن لم تسمع الى الآن الكلمة ولم تقبلها فلن يكون عندك سلطان بل انت رافض لأوامر الملك.
إقبل المسيح (كلمة الله) و أقبل رسالته التي هي لخلاصك لكي لا تكون قد عارضت كلام الملك (أي الله) فتكون عليك دينونة أبدية.